[حكى أن عليا "كرم الله وجهه " مكث هو وزوجته السيدة فاطمة "رضي الله عنها" وأولادها ׃ الحسن و الحسين و الحارث ثلاثة أيام لم يتذوقوا فيها طعام. وكان للسيدة فاطمة إزار (شال) فأعطته عليا ليبيعه, ويشتري بثمنه طعاما. فاخده سيدنا علي.وباعه بستة دراهم.
وحينما كان علي ذاهبا ليشتري طعاما قابله بعض الفقراء, فتألم لحالهم, وتصدق عليهم بالدراهم الستة التي معه, وهى ثمن الإزار(الشال) الذي باعه
و في أثناء ذهابه إلي بيته, لقيه رجل ومعه ناقة , فقال له: يا أبا الحسن اشتر منى هده الناقة.
فقال له علي: ليس معي ثمنها, ولا يمكنني شراؤها.
قال البائع: يمكنك أن تشتريها, وتدفع ثمنها فيما بعد.
فسأله علي: بكم تبيعها ?
قال البائع: بمائة درهم
فرضي علي, وقبل شراءها منه بدلك الثمن المؤجل , و اخذها, وذهب .
فقابله اعرابى آخر وسأله: هل تبيع هده الناقة يا أبا الحسين ?
قال علي: نعم, أبيعها?
قال: بكم اشتريتها
أجاب علي: اشتريتها بمائة درهم.
قال الاعرابى:أنا اقبل شراؤها منك بمائة وستين درهما, فيكون ربحك ستين درهما.
فباعها علي له بدلك الثمن, ودفع له المشتري مائة وستين درهما.
فاخذها علي, ومشي إلى بيته, فلقيه في الطريق البائع الأول , فسأله هل بعت الناقة يا أبا الحسن ?
أجاب علي: نعم, بعتها.
قال :اعطني حقي.
فدفع له المائة درهم, وبقي معه ستون درهما.
فدهب بها إلى بيته, ووضعها بين يدي السيدة فاطمة "رضي الله عنها".
فسألته من أين لك هذا المال !
أجاب علي تصدقت بستة دراهم على قوم الفقراء, فأعطاني الله ستين درهما, فكان ربح كل درهم عشرة دراهم."
ثم قابل علي الرسول صلى الله عليه و سلم, واخبره القصة.
فقال له الرسول الكريم: يا علي, البائع جبريل و المشتري ميكائيل, والناقة مركب فاطمة يوم القيامة, ثم قال له أعطيت ثلاث لم يعطها غيرك لك زوجة سيدة نساء أهل الجنة, ولك والدان هما سيدا شباب أهل الجنة,ولك صهر هو سيد المرسلين .فاشكر الله علي ما أعطاك, وحمده فيما أولاك....! ]